عبدالله المالكي

صديقي وحبيبي وليد.. 

كلمة السر في شخصيتك هي (الحقوق لكل الناس).. وأؤكد هنا على كلمة (الكل) بلا استثناء ولا تمييز.. جميع الناس يا وليد كنتَ تؤمن بحقوقهم وتتضامن مع مظالمهم وتدعم مطالبهم بلا تردد ولا حسابات! 

ائتوني بحقوقيٍّ وقف وتضامن مع (سليمان العلون) و(رائف بدوي) في نفس الوقت.. مع (خالد الراشد) و(حمزة كشغري).. مع (يوسف الأحمد) الشيخ السلفي و(توفيق العامر) الشيخ الشيعي.. في نفس الوقت وبلا تمييز! 

عبارة (الناشط الحقوقي) التي يتشدق بها البعض.. أنت أصدق الناس بها في بلادي.. بل أنت رمزها وزعيمها وابن بجادتها..

ولهذا كنتَ ضحية السلطات الثلاث في بلادي: سلطة الدولة التي لا تريد أن تسمع صوت المطالبين بالحقوق.. وسلطة رجال الدين الذين يجعلون المذهب والطائفة معيارا للحقوق.. وسلطة المجتمع الذي ما سبق له أن سمع بمفردة (الحقوق) 

لن يخذلك التاريخ يا صديقي! 
فأنت قد حفرت اسمك العظيم على صخرته وإن تجاهلك الناس في أول الأمر!! 

تقبل الله نضالك وتضحياتك يا وليد.. فإني أعرفك كم تحب الله وبصورة عرفانية وروحانية مدهشة.. أعرف صلاتك الخاشعة والبطيئة جدا..

الله لن ينساك يا صديقي وإن نسيك الناس، وسيبقى بجانبك دوما ينصرك ويؤنسك وأنت في زنزانتك..

فادي القاضي

وليد أبو الخير وأنا، لم نلتق أبداً. ونحن من جيلين، يفصل بيننا أعوام، وتفرقنا حدود وإجراءات وسياسات، ومنعٌ من السفر سلطه الحاكم على وليد معظم الوقت. إلا أنني أعرف عن وليد ما يلزمني أن أعرفه، وأدرك أن ما أعرفه تعرفه تماماً سلطات الحكم في المملكة العربية السعودية: في بلد يبحث فيه بعض الناس، على قلتهم، عن صيغة آدمية للتعاقد فيما بينهم؛ عن صيغة تعترف بالبشر مصدراً للسلطات؛ عن عقد اجتماعي وسياسي بين بشر حاكمين وبشر محكومين؛ عن انتظام ونظام يسترشد بما يريده الناس في اطار من العدل والعدالة والتكافؤ- في بلد كهذا، يسير الى المقدمة، وليس بالضرورة الى مصاف ما يُعرفُ عبثاً بالنخبة، كونها غير موجودة، مجموعة من الأفراد ترى أن السكوت يقع في خانة “المحرمات” وأن النكوص يعني تواطئاً ضد المجرى الطبيعي لحياة البشر الذي يجب أن يمضي، كالنهر، إلى الأمام.

ونُسمي هؤلاء حكماً، بالمدافعين عن الحق الإنساني. واختار وليد أبو الخير أن يمضي باتجاه نتصف ثلاثينيات عمره، مسترشداً بفكرة “الحق” وسط كوكبة من المدافعين الأقلاء الذين نذروا أنفسهم للوقوف ضد حالة السكون والسكوت والتواطؤ. واختار وليد من عمله ومهنته في المحاماة منبراً للدفاع عن الآخرين، وكرس من الوقت والجهد والمشقة ومن تحمل الأذى ما يبدو أنه يفوق الاحتمال. إلا أنه احتمل وتحمل، ويعرفُ من حاكموه وحبسوه أنه، وفي دفاعه عن حقوق أسرته الكبرى في السعودية، أنه اختار الدفاع عن حق المجتمع من خلال مهنته ومن خلال أفكاره ومن خلال رأيه، ولم يرفع سلاحاً، ولم يخطط للهدم، ولم يتبنى أي عمل من شأنه الحاق الضرر بأي فئة في المجتمع. بل فعل عكس كل ذلك.

وليس ضرورياً أبداً في هذا المقام، أن يتم تناول فكرة استقلال القضاء ونزاهته. على الأقل، ليس في السعودية. القضاء، في صورته المثالية، جسمٌ يقيم العدل على أسس راسخة من تحكيم الضمير والعقل. وأعتقد أن في هذا يكمنُ جوهر ما تكالب على وليد أبو الخير وأوقعه سجناُ: انه في الحقيقة، كما فعل أستاذنا عبد الله الحامد، اختار اعلاء صوت الضمير والعقل في مواجهة غيابهما –وتغييبهما- في ما يبدو أشبه بغابة من الظلم والظلام وانعدام المعايير وفقدان البوصلة وتغول سياسات الحاكم على حريات أساسية للبشر وافتراسها.

في بلد تكتظ سجونه بآلاف أو ربما بعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، من دون محاكمة، وممن اعتقلوا تعسفاً، بمعنى من جون سند قانوني، أو من دون سبب، وممن لا يُعرف أماكن سجنهم، والذين إن حوكموا، فعلى لا أساس من الإجراءات أو المعايير التي يعرفها أي قضاء راسخ على مبادئ العدل- في بلد كهذا، من الطبيعي ومن الضروري أن تجد وليد أبو الخير، رافعاً الصوت في وجه التعسف واللا عدل. من الضروري أن يعرف الناس، أنه وفي كثافة هذا الظلام المحيط بهم، هناك من يحمل مصباحاً ليسير الناس باتجاه النور الكامن فيه.. هناك ضرورةٌ مطلقة لوجود وليد أبو الخير في هذا السياق القائم على التعقيد والاجحاف.. لأن من حق المجتمع أن يحيا أفراده أحرارً ومتساوين وقادرين على المضي في عيشتهم بكرامة وبنزاهة..

ما فعله من حاكم واعتقل وليد أبو الخير، بتهم “سخيفة” ولا أساس لها من المنطق أو الحقائق، هو محاولةٌ لإسكات كل من الضمير والعقل، واطفاءً لفكرة “النور” في المجتمع وإمعاناً في التغول على مبادئ العدل والحرية..
أطلقوا سراحه.. لأن للمجتمع مصلحةً فضلى في وجوده حراً، سيداً ومستقلاً وعاملاً من أجل خير الناس وكرامتهم.. ننتظرك وليد أبو الخير، ولعلنا نلتقي يوماً ما، على أرض أقل ظُلماً


نسيمة السادة

أخي وليد 
عرفتك والابتسامة وسيلتك للتخلص من الضغوط والالام ، وسعادتك تنبع في كلمة نصرة او كلمة حق تنطق بهااو تكتبها متحديا كل الصعاب وسلاحك رأي هو نتاج هذا الفكر متخطيا الوصاية التي تمقتها وعاشقا لحرية تمارسها وهي حرية التفكير والبوح به حتى لو كانت مقيدة لاطرافك .

أخي وليد 
انه طريق ذات الشوكة ، تسجل فيه خطوات لطريق تسلكه الاجيال اللاحقه .
نبع من جانب الأبوة فيك كي تعبد طريقا لأبنائك
وتؤدي واجبك نحو وطنك . 
نسأل الله لك الفرج القريب العاجل وتنعم وعائلتك بالخير والعافية

عبدالله سليمان

الثامن والعشرون من شهر مارس .. كان تاريخ آخر محادثة تمت بيني وبينك ..
ورغم أنني كغيري ممن فجع بخبر الاعتقال التعسفي الذي تعرض له المحامي والناشط الحقوقي السلمي وليد أبو الخير ..
الا انني لا استطيع التوقف عن إعادة النظر الى محادثتنا الأخيرة من حين الى آخر .. لعل تاريخ آخر ظهور لك يتغير ..

عرفت وليد من خلال نشاطه السلمي عبر المساحات المتاحة لنا بعيدا عن الرقيب ومقصه ..
عبر الشبكات الاجتماعية .. التي اتخذت في حياة المواطن السعودي حيزاً أكبر من الطبيعي والمعتاد في مجتمعات الحرية والديموقراطية ..

وتوطدت علاقتي  به .. حين أطلق ديوانيته (صمود) في أوقات عصيبة ضاق فيها الخناق على التجمعات والأنشطة الثقافية الشبابية ..
كانت صمود بمثابة فضاء حر .. يجمع مختلف الأطياف .. ليدلي فيه الكل بدلوه .. دون تحفظ ..

ربما لم يتعرض أحد آخر .. لما تعرض له وليد من تضييق في الرزق ومحاولات مضنبه لتشويه السمعة .. والتي لم يراعي فيها خصومه شرف الخصومة ..

لم يؤخرني والله عن الكتابة لوليد الا احتقاري لكل ما قد أكتبه له وعنه ..
فـ وليد المناضل و وليد الصديق .. تقصر الكلمات عن إعطائه حقه ..
 
سأنهي ما كتبت هنا ..
وسأستمر في تفقد محادثتنا الأخيرة .. على أمل ان اجدك (متصلاً) قريباً جداً ..
 
 
تحاياي لك ولزوجتك الكريمة
 
عبدالله سليمان
10 June 2014

نهى حسن

ليس سهلا ان تكون مناضلا من اجل إحقاق الحقوق و منع الإنتهاكات ..

ليس سهلا ان تتحدث وسط بيئة لا تؤمن بحرية التعبير ..

لكنه الإيمان بالإنسانية وان الجميع يستحقون الحياة بعزة و كرامة

وهذا ما آمن به المحامي الناشط وليد أبوالخير.

كلنا معك على هذا الدرب

لن تثنينا القضبان.

 

نهى حسن

الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان