يتساقطُ الشرفاءُ مجداً في سجون هذا البلد، تبت يدا السجّان وتبّ.
أخانا في سجون المجد .. سلامُ الله عليك، وبعد: -
تخنقني العبرة وعجزي وهواني عن نصرتك، تقف حروفي التي أنسجها في نص باهر لأفتن عيناً تقروءها لاعنةً لي، ويطاردني هاجس مجدٍ وهمي أسطره في رسالة تضامن ضعيفة، كضعفي أو هي أشدّ، وألوك نص هذه الرسالة ولا أستسيغها، فشتّان بين مجد من وقفوا في ردهات هيئات التحقيق والإدعاء العام، وبين مجد حروف منمّقة ومنتقاه من خلف كيبورد.
أيا وليد، لك من اسمك نصيب، ستتجدد دوماً في ذكرى الخلود حتى وإن كرهوا تدوين سيرتك، فالخوف من ذكراكم يشابه خوفنا بالوقوف في مواقف العز التي وقفتموها. لن يذكر التاريخ من سيرتهم إلا فضائحهم، ولن يذكر التاريخ من سيرتك إلا وقوفك صامداً ومندداً بغطرستهم، رغم ما امتلكوه من نفط وأموال وأسلحة، كان سلاحك الأمضى، وكانت سيرتك الأكثر إضاءة.
أيا وليد، طبت حراً في سجنك، وطابت رفقتك من أولي العزم من الإصلاحيين كرفقاء، شقوا طريق الكرامة بالعزّة، وحفروا نهراً خالداً في عقل كل من قرأ لهم، أو سمع منهم، فطاب السمع والمقروء. ضاقت بكم أرضكم -وهي في الأصل سجن- ووسعتكم سجون الظلم رفاهيةً في سهول المجد.
أخوك / محمد علي محفوظ