كنا نسمع في القصص والروايات عن تلك الشخصيات التي آثرت
التضحية والإقدام على الركون والمهادنة، عن أولئك الأشخاص الذين اختاروا تغيير
التاريخ بأنفسهم عوضا عن الأماني والتطلع لذلك المنقذ الغائب. كنا نستعظم ذلك
حالما نسقطه على واقعنا وزماننا الراهن، ترى من ذا الذي سيتوغل نحو تلك الأسوار
التي ضربت حولنا ليحررنا ويكون ثمن ذلك حريته؟!
أدركنا أننا بدورنا نعيش قصة مثيرة ستروى ذات ليلة
شاتية على صبية أبرياء، سيستعظمون ما سيسمعونه من تضحية وإقدام، مثلما كنا نفعل
تماما!
حتما ستملأ صدورهم تلك النشوة التي تملأ صدر بطل قصتنا
رجل القانون ( وليد أبوالخير )، الذي اختار طواعية أن ينشد لنا العدالة وقانون
المساواة، واختار أن يصنع لنا كوة في جدار السور الذي يحيط بنا، ليعبر إلينا شعاع
شريعة إنسان الحضارة، ويبدد شريعة الغاب التي يحميها ذلك السور!
غير أننا لن نبقى صامتين كأولئك البائسين في تلك القصص
بينما بطلهم يواجه مصيره منفردا، بل سنصرخ ملئ أفواهنا باسم بطلنا، ونؤازره
بهتافنا، وسنقف معه لعلنا نغتسل من خطيئتنا إزاءه.
سنجعل أولئك الصبية الأبرياء يسمعون بين سطور قصتنا
المثيرة ذلك الهتاف الذي كنا نردده : "دمت شامخا يا وليد"!